وقوله في صيد الطيور والكلاب: [الطويل]
وقيدت لحتف الطير عصف كواسر ... كمثل قداح الباريات لحائف «1»
إذا انخرطت عنها القلائد خلتها ... ترامى بها هوج الرياح العواصف
تقاسمها قبض النفوس أجادل ... ففي الأرض نهّاش وفي الجو خاطف
كأن دلاء في السّماء تحطّها ... وترقى بها أيد سراع عوارف
يشقّق آذان الأرانب صكّها ... كما شقّ أنصاف الكوافير جارف
فأصبح خرّان القريّة عدوه ... شياطين في أفواههنّ المتالف
ونبّه وسنان التّراب صحية ... إلى الجوّ شدّ يأكل الأرض عاصف
وقوله في صفة فهدة تصيد: [المتقارب]
ولا صيد إلّا بوثّابة ... تطير عل أربع كالعذب
وإن أطلقت من قلاداتها ... وطار الغبار وجدّ الطّلب
فزوبعة من بنات الرّياح ... تريك على الأرض شدّا عجب
تضمّ الطريد إلى نحرها ... كضمّ المحبّة من لا يحبّ
إذا ما رأى عدوها خلفه ... تناجت ضمائره بالعطب
ومقلتها سائل كحلها ... وقد جليت سبحا في ذهب
غدت وهي واثقة أنها ... تقوم بزاد الخميس اللجب
فظلّت لحوم وحوش الفلاة ... على الجمر معجلة تنتهب
وقوله في الفهد: [الرجز]
ولاحق الوثبة ممتدّ النفس ... نعم الرديف نائبا عن الفرس
ينفي القذى عن مقلة فيها شوس «2»