لأنّ الآية الأولى في اليهود (6 أ) وهم عرفوا صحة نبوة محمد صلّى الله عليه وسلّم، من التوراة فكذّبوا وافتروا على الله ما لم يكن في كتابهم.
والثانية نزلت في مشركي العرب، فلم يكن عندهم كتاب فيرجعوا إليه، فكان ضلالهم أشدّ وبعدهم عن الرشاد أتمّ وإن كانوا كلّهم ضلّالا مفترين.
ما الحكمة في قوله في سورة النّساء: إِنْ تُبْدُوا خَيْراً (?) وقال في الأحزاب:
شَيْئاً (?)؟
فالجواب:
لأنّ ما في سورة النساء وقع في مقابلة السوء المذكور في قوله: لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ (?)، فاقتضت المقابلة أن يكون بإزاء السوء الخير.
وأمّا في الأحزاب فوقع بعد قوله: وَاللَّهُ يَعْلَمُ ما فِي قُلُوبِكُمْ (?)، فاقتضى العموم، و (شيء) من أعمّ العموم.
إن قيل: ما الفائدة في قوله تعالى: إِذا أَثْمَرَ (?) وقد علم أنّه إذا لم يثمر لم يؤكل منه؟