خُرُوجه عَن دَلِيل اللَّفْظ يقدر الْإِعْرَاب عَلَيْهِ تَقْديرا، وَالتَّقْدِير إِعْطَاء الْمَعْدُوم حكم الْمَوْجُود، وَإِنَّمَا كَانَ كَذَلِك لقِيَام الدَّلِيل على أَن هَذِه الاسماء غير مَبْنِيَّة فَيلْزم ان تكون معربة.
وَاحْتج من قَالَ: (حركات الْبناء أصل) بِأَن حَرَكَة الْبناء لَازِمَة، (وحركة) الْإِعْرَاب منتقلة، وَاللَّازِم اصل للمنتقل، وسابق عَلَيْهِ.
وَاحْتج من قَالَ: (لَا يسْبق بَعْضهَا بَعْضًا) أَن وَاضع اللُّغَة حَكِيم، فَيعلم من الِابْتِدَاء مَا يُحَرك للاعراب، وَمَا يُحَرك لغيره، فَيجب ان يتساوق وَلَا يتسابق.
وَالْجَوَاب عَن شُبْهَة الْمَذْهَب الثَّانِي: ان الْفَرْع وَالْأَصْل لَا يُؤْخَذ من اللُّزُوم والانتقال، بل يُؤْخَذ من جِهَة إِفَادَة الْمعَانِي، وَقد ثَبت ان الاسماء هِيَ الَّتِي يَقع فِيهَا اللّبْس، وانها مجَال الفاعلية والمفعولية، فَكَانَ الْإِعْرَاب مُقَارنًا لَهَا، لِئَلَّا يَقع اللّبْس، ثمَّ يحْتَاج إِلَى إِزَالَته بعد وُقُوعه، وَالْبناء اجنبي عَن ذَلِك.
وَالْجَوَاب عَن شُبْهَة الْمَذْهَب الثَّالِث انا لَا نُرِيد السَّبق