إن الأمة الآن قد وقعت في مثل هذه الظلمات، ولا بد علينا لزاماً إذا تبنينا هذه المسألة أن نأخذ طريق النبي صلى الله عليه وسلم، وأن نحمل إرث النبي صلى الله عليه وسلم، وأن نحافظ على التوحيد، ونتمسك ونعض بالنواجذ على هذه الشريعة الغراء التي أشرقت على ظلمات الجاهلية، ونبين للناس أن هذا تيه وتخبط، وأن هذه ظلمات الجاهلية.
إذاً: فلا بد أن نبين كما بين رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن الوحي إذا انقطع فالرسالة لا تنقطع؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (بلغوا عني ولو آية)؛ ولذلك جعل الله جل في علاه العلماء وطلبة العلم في مرتبة الأنبياء، ولا فرق بين العالم وبين النبي صلى الله عليه وسلم إلا درجة النبوة والوحي، فهو كل ما نزلت الظلمات والبلايا على الناس في الجهل العميق جاء ليزيح عن هذه الأمة هذه الظلمات وهذا الجهل.
إذاً: فلا بد أن نبين كما بين النبي صلى الله عليه وسلم أن هذه من الجاهليات التي لا يقبلها الله جل في علاه.