مسجد الخيف فأت المنارة، فانظر إمامها قليلا شيخًا إذا رأيته علمت أنه يخشى الله، فجلست إليه فقلت: أنت صفوان؟ فقال: نعم، فسألتُ عن هذه الأحاديث وحدي وليس معي ولا معه أحد وتركت أبا حصين وقلت: هو في يدي إذا قدمنا الكوفة سمعت منه السبعين التي عنده، وقالوا لي يومئذ: إنما عنده سبعين حديثًا فلم أسمع منه إلا ثلاث أحاديث، وكان أهل الحجاز يومئذ أحب إلي أن آخذ عنهم من أصحابنا. قال سفيان: وحج صفوان وليس معه إلا سبعة دنانير، فاشترى بها بدنة، فقيل له ذلك، فقال: إني سمعت الله قال: {لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ} [الحج: 36].
وقال سفيان: ذهبت مع أبي إلي الجمار، فرأى رجلا عند الجمرة الوسطى، فأعجبه طول وقوفه، وحسن هيئته، فقال: اذهب فسل من هذا الشيخ، فأتيت الذين وراءه، فسألتُهم عنه، فقالوا: هذا عامر بن عبد الله بن الزبير، وكانت عليه عمامة بيضاء قد أرخاها، ورآه وعليه بردًا معافري وهو أبيض اللحية قال: وكن محلوقًا فلا أدري كان يحلق أم لا.