بين لنا، وفقك الله، ذلك كله وفسره لنا، وأوضحه مشروحا، موفقا لذلك، مأجورا عليه ان شاء الله عز وجل، وما عجزنا - وفقك الله - من القول وأغفلناه من الذكر، الذي يتم به مفهوم نزعتنا ونهاية اشارتنا، فلك الفضل في التنبيه عليه، والاعلام به، مأجورا ان شاء الله، ولك الفضل في الإحالة على الكتب التي منها الجواب، وقوله كل من قال من أهل العلم في جوابنا منك ان شاء الله. [206]
منهج القرآن في الاستدلال على واجب الوجوب
فأجاب أدام الله توفيقه، بأن قال: تصفحت - عصمنا الله وإياك من الآراء المغوية والفتن المحيرة وأعاذنا واياك من حيرة الجهل وتعاطي الباطل، ورزقنا واياك الثبوت على السنة، والتمسك بها ولزوم الطريق المستقيمة، التي درج عليها السلف، وانتهجها بعدهم صالح الخلق - سؤالك هذا ووقفت عليه.
وما ذكرته فيه عن الطائفة، المائلة إلى أهل الكلام، بعلم الأصول، على مذهب الأشعرية، من أنه لا يكمل الايمان الا به، ولا يصح الإسلام الا باستعماله ومطالعته، لا يقر به أحد من أئمتهم، ولا يتأوله عليهم الا جاهل غبي، اذ لو كان الايمان لا يكمل، والاسلام لا يصح الا بالنظر والاستدلال من طريق العقل، على القوانين التي رتبها أهل الكلام على مذهب الاشعرية والمناهج التي نهجونا على أصلهم من وجود الاعراض بالجواهر، واستحالة بقائها فيها، وما أشبه ذلك من أدلة العقول التي يستدلون بها، لبين ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، للناس، وبلغه اليهم كما أمره الله تعالى في كتابه، حيث يقول: " يا أيها الرسول بلغ ما أنزل