فكان قوله، صلى الله عليه وسلم، في هذا الحديث: {لو شئت شرطته لهم} يعني الولاء الذي سألوه على الوعيد لا على الاباحة.
تأويل الحديث
[1]- وقد تأول جماعة من العلماء: أن معنى قوله صلى الله عليه وسلم: اشترطي لهم، أي اشترطي عليهم، لأن لهم قد تكون بمعنى عليهم، قال الله عز وجل لهم اللعنة، أي: عليهم وقال تعالى {ان احسنتم أحسنتم لأنفسكم، وان أسأتم فلها}
أي: عليها. وقال: عز من قائل: {طعامه ما أنت عليهم بوكيل}.
ومثل هذا كثير.
قال أبو الوليد، رضي الله عنه: وهو عندي تأويل فيه نظر، لأن في أمر النبي، صلى الله عليه وسلم، عائشة، باشتراط الولاء لها عليهم، دليلا على انها لو لم تشترطه عليهم لم يكن لها، وهو لها على كل حال وان لم تشترطه؛ فلا معنى لاشتراطه.
[2]- وتأول متأولون أن النبي عليه السلام، انما أمرها ان تشترط الولاء لهم اذ قد علموا أن الشرط لا يصح لهم، ولا يجوز، فلم يكن في اشتراط الولاء لهم غرور بهم.
قال أبو الوليد، رضي الله عنه، وهذا شرط فاسد، إذ لا يصح أن يأمر النبي، صلى الله عليه وسلم، بفعل مالا يصح، ولا ينفذ إذا وقع؛ مع أنه ليس في الأحاديث ما يدل على انهم قد كانوا