وأذكر هنا بحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم: «الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن، اللهم ارشد الأئمة واغفر للمؤذنين» (?) .
قال في الفتح الرباني: ضامن لصلاة المأمومين لارتباط صلاتهم بصلاته فسادا وصحة، فهو الأصل وهم الفرع، ولهذا الضمان كان ثواب الأئمة أكثر ووزرهم أكثر إذا أخلوا بها (?) .
وقد اتفق العلماء على عظيم ثواب الأئمة إذا أصابوا، وأدوا هذا العمل على الوجه الصحيح، ووقوع الوزر إذا أخلوا بها، أما فساد صلاة المأموم لفساد صلاة الإمام فهي مسألة مختلف فيها، وعندما فصل الإمام ابن تيمية رحمه الله الحديث فيها وذكر الأقوال في المسألة رجح قولا ثالثا وعده أوسط الأقوال وهو أن صلاة المأموم منعقدة بصلاة الإمام، لكن إنما يسري النقص إلى صلاة المأموم مع عدم العذر منهما، فأما مع العذر فلا يسري النقص، فإذا كان الإمام يعتقد طهارته فهو معذور في الإمامة، والمأموم معذور في الائتمام قال رحمه الله وهذا قول مالك وأحمد وغيرهما وعليه يتنزل ما يؤثر عن الصحابة في هذه المسألة (?) والله أعلم.