الحياة المتحركة فيه، الحياة التي تجعل هذا الدين يزحف من قلب إلى قلب، ويثب من فكر إلى فكر، وهذا هو السر في أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب كل أسبوع، وكل عيد، ويخطب وينيب عنه أميرا يخطب في وفود الحجيج عند جبل الرحمة ودعما للحق جعل الله الخطابة من شعائر الإسلام، وجعل المسلمين يحتشدون كل أسبوع في المسجد ليسمعوا داعية إلى الله يذكر به ويعلم دينه " (?) .
وإذا كان الأمر كما ذكر فإن على الخطيب تجاه الخطبة مراعاة ما يلي: أولا: التزام هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الخطبة جاء في زاد المعاد للإمام ابن القيم رحمه الله فصل في هديه صلى الله عليه وسلم في خطبته: «وكان إذا خطب احمرت عيناه، وعلا صوته واشتد غضبه حتى كأنه منذر جيش يقول: " صبحكم ومساكم» ويقول: «بعثت أنا والساعة كهاتين " ويقرن بين أصبعيه السبابة والوسطى» ، ويقول: «أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة» (?) . وكان لا يخطب خطبة إلا افتتحها بحمد الله، وأما قول كثير من الفقهاء أنه يفتتح الاستسقاء بالاستغفار، وخطبة العيدين بالتكبير