عندهم، ومن ثمرات ذلك تأثير الإمام في المأمومين واستماعهم لتوجيهاته، وانشراح صدورهم لما يقوله أو يريده منهم، وهذا - في تقديري - يعد جزءا مهما من مسئولية الإمام، فالمصلون يثقون بالإمام الكفء، صاحب السيرة الحميدة، والخلق الحسن، الذي يقول ويعمل، ويلتزم في أقواله وأعماله هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم ويقتدي به في خلقه الحسن، وصفاته العظيمة من الصبر، والشفقة، والحلم والعدل، والكرم، والحياء والصدق، وسائر الأخلاق الحميدة.
وبعض الأئمة إذا حصل كره من الجماعة لإمامته لا يهتم بذلك، وهذا وإن لم يكن معتبرا على كل حال إلا أنه قد يكون الباعث على هذا الكره أمرا وجيها، وليس لأمر دنيوي، كأن يجرب عليه الجماعة كذبا في الحديث، أو بخلا، أو خلفا في الوعد، أو جورا في الخصومة، أو سوء معاملة، أو سوء جوار، أو فحشا في القول، أو تعاملا بربا أو بغش أو مكر واحتيال، ونحو ذلك مما يقع أحيانا فيه بعض الأئمة من مجاراة العصاة في سلوكم أو منازلهم أو علاقاتهم.
وهنا تعظم المسئولية، وعلى الإمام أن يعيد النظر في شأنه بنفسه فقد ثبت عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: «ثلاثة لا يقبل الله منهم صلاة: من تقدم قوما وهم له