أنفسهم. ولكن في منتصف القرن تأثر يوسف شاخت (Joseph Shacht) ، وهو وقتئذ أستاذ بمدرسة الدراسات الشرقية والإفريقية بجامعة لندن (School of Oriental and صلى الله عليه وسلمfrican Studies) ، بأفكار جولدتسيهر فضخمها في كتاب بعنوان: (Origins of Muhammadan Jurisprudence) (أصول فلسفة التشريع الإسلامي) . (?) ذهب فيه إلى القول: إن الروايات الإسلامية لا صحة لها على الإطلاق، وحتى الروايات التاريخية لا يمكن الاعتماد عليها إذ إنها وضعت لأغراض تشريعية، وأن الشريعة الإسلامية كانت خارج نطاق الدين الإسلامي وأن القرآن لم يكن مصدرا لها خلال القرنين الأول والثاني من الهجرة.
وبالطبع أثار كتاب شاخت انتقادات حادة لا من قبل العلماء المسلمين فحسب، (?) بل من قبل علماء الغرب كذلك. فقال ن. ج. كولسون (N.J. Coulson) أستاذ آخر بجامعة لندن: إن فرضية شاخت تؤدي إلى إيجاد فراغ تاريخي لا يمكن قبوله نظراً للواقع، (?) وقال وات (W.M. Watt) : إن علماء الغرب يقبلون صحة عامةِ ما جاء في كتب السيرة ويكملونها بما يوجد من الإشارات في القرآن، وإن الأسلوب الأفضل هو اتخاذ الروايات والإشارات القرآنية ليُتِمَّ بعضها بعضا. (?) وقال ماكسيم رودنسون (Maxime Rodinson) : إن فترة قرن فاصلة لا تعتبر مفرطة، فإنه يعرف قبيلة سودانية يروي أفرادها ذكريات آبائهم لوقائع تاريخية لهم ترجع إلى وقت قبل ثلاثة قرون، كما أن له