وذلك إما بالسليقة أو من أجل تصحيحه العبارة. (?) إن ادعاء بيلامي هذا يعتريه ما يعتري زعمه بالنسبة لكلمة "حصب" السالفة الذكر، وهو أنه يفترض أصلا لا وجود لها ولا يستطيع الإشارة إليه، كما أنه يتغاضى عن حقيقة أن نشر القرآن لم يكن قط أمرا فرديا لا ينظر إليه الآخرون من المسلمين. وإضافة إلى ذلك، فهو يفترض هنا عيبين في الناسخ المزعوم وهما خطؤه في قراءة الأصل المزعوم وانتحاله تصحيح النص القرآني أو تعديله، وكلاهما بلا دليل إلا الظن وهو غير مقبول. لو كان الناسخ المزعوم قادرا على تأنيث الصفة لموصوف مؤنث كما يقول بيلامي لانتبه للغرابة في معنى العبارة التي يكتبها ولتأمل في الأمر ولقام بإعادة النظر فيه، وبما أنه لم يفعل شيئاً من ذلك فإنه لم يشعر بغرابة في معنى العبارة ولم يخطئ في القراءة أو في الكتابة.
وثانيا: يغفل بيلامي عن أن كلمة "أمة" جاءت في القرآن الكريم بعدة معان، منها بمعنى "المدة" أو "الحقبة من الزمان". (?) كما أنه يغفل عما يعطيها المعجميون الأوروبيون من المعاني، فمثلا يكتب هانزفير أن كلمة "أمة" تعني الجيل (Generation) بالإضافة إلى معان أخرى. (?) والجيل أو generation في الإنجليزية تعني جيلا من الناس أو زمانهم وهو المدة التي يترعرع فيها الأولاد