الظن وسوء الفهم فيقع في أخطاء فاضحة. وفي الواقع يعترف في إحدى مقالته بخطئه في تفسير الحروف المقطعات الذي كان قد قدمه من قبل قائلا: إنها اختصار البسملة, وتجدر الإشارة إلى أن المستشرق الشهير، ثيودور نولدكة (Theodore Noldeke) كان قد اقترح في القرن التاسع عشر الميلادي أن الحروف المقطعة قد تكون اختصارات لأسماء الرجال الذين ألفوا السور.
وسيتضح مدى أخطاء بيلامي لو نظرنا إلى بعض عينات مما يكتبه في هذا الشأن. فالكلمة الأولى التي يتحدث عنها في مقالته في المجلة لـ 1993, هي كلمة "حصب" في قوله تعالى {إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم} (الأنبياء: 98) . فيقول إن معنى الكلمة "الحصاة" أو "البلور الصخري" وإن معنى "الوقود" الذي يعطيه إياها المفسرون والمعجميون مثل الزبيدي في "تاج العروس" أو لين (Lane) في معجمه ليس بصحيح، كما يرفض قول بعض المستشرقين إن الكلمة مأخوذة من كلمة "حصبه" العبرية والتي تعني "خشب" أو "قطع الخشب". ثم يذهب قائلا: "إنه ينبغي أن تكون الكلمة هنا "حطب"، فهي الكلمة التي تعني الخشب للنار والتي تستعمل في موضع آخر في القرآن - وإنه لسهل جدا التصور كيف حصل هذا الخطأ عند كتابة "الحطب" نسي الناسخ وضع الخط العمودي للطاء فأصبحت الطاء صادا" (?)
إن قول بيلامي هذا لظن فقط لا أساس له من الصحة، فهو يفترض بلا دليل أنه كانت هناك نسخة فيها كلمة "الحطب" ولكنه لم يشر إلى شيء مثل هذا ولم تكن النسخة المزعومة موجودة على الإطلاق. ثانيا: يتجاهل حقيقة أن القرآن كان كتابا مفتوحا ومنشورا منذ البداية، ولم يكن كتابا محجوباً عن