ويغوث ويعوق ونسر، (?) وهي الآلهة التي كان قوم نوح عليه السلام يعبدونها، ويتحدث عنها القرآن (?) . وإذا كان الأمر كذلك، فإن الاكتشافات الأثرية في النقب توثق المصادر الإسلامية من هذه الناحية، بدلا من أن تناقضها، كما يظن نيفو.
رابعا: يخطئ نيفو في تلميحه بأن الإسلام كان ردة فعل للوثنية إذ يقول إن المسلمين اختلفوا قصة الوثنية في الحجاز تمهيداً لظهور للإسلام. القرآن طبعا يدين الوثنية، ولكنه لا يكتفي بذلك، بل ينتقدها وينهى عن جميع أنواع الانحرافات عن التوحيد وجميع ألوان الشرك التي كانت سائدة لا في الجزيرة العربية فحسب بل في العالم أجمع. فالقرآن يحرم عبادة الشمس والقمر والأجرام الفلكية الأخرى التي كانت سائدة في بعض مناطق الجزيرة العربية ولكنها جاءت من الشرق إلى الغرب، كما يدل على ذلك وجود معبد السماء (The Temple of Heaven) في بكين (رضي الله عنهeijing, China) ووجود أهرامات لعبادة الشمس والقمر والأجرام الفلكية في جنوب شرق آسيا وعبر شمال إفريقيا إلى أمريكية الجنوبية (?) . كذلك ينهى القرآن عن عبادة الجبال والأشجار والأنهار والظواهر الطبيعية مثل السحاب والبرق والرعد. قال تعالى: {لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ} (الصافت: 37) . وقال: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوُابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ} (الحج:18) . قال: {هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنْشِئُ