القبلي لدليل قاطع على أن ترتيب السور القرآنية كان قد تم قبل عهد عمر بن عبد العزيز بكثير. (?)
والشاهد الثالث وجود نساخ للقرآن بالمدينة منذ منتصف القرن الأول الهجري اشتهروا بـ "أصحاب المصاحف". (?) كما تطورت فيها مدرسة للنحويين المهتمين بالكتابة القرآنية في أواخر القرن الأول الهجري. (?) ومما لا شك فيه أن المدينة كانت مركزا علميا وثقافيا للمسلمين قبل نشأة المدن في العراق، وأن هؤلاء النساخ كانوا يلبون طلبا متزايدا لنسخ القرآن للدراسات والتدريس في المساجد والمدارس وبيوت الناس. وتجدر الإشارة إلى أن الخلفاء الأمويين، بدءا من معاوية، كانوا ينظمون جميع جوانب الحياة الدينية، فقام معاوية – مثلاً - بتزيين المنبر في المسجد النبوي وأمر ببناء المقاصير في المساجد الجوامع، واستخدم عبد الملك النصوص القرآنية استخداما موزونا مناسباً في النقوش وعلى العملات، وقام الوليد بتوسيع المسجد النبوي إلى حد كبير. ونظرا لهذا كله، فإن الاحتمال بأن اهتمامهم بهذه الأمور سبق اهتمامهم بجمع القرآن وتوزيعهم بين الناس احتمال بعيد كل البعد.
وبالإضافة إلى هذه الحقائق فإن نيفو يخطئ في وجهة نظره من نواح أخرى. منها: