5907 - وَعَنْهُ، قَالَ: «إِنَّ أُمَّ مَالِكٍ كَانَتْ تُهْدِي لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي عُكَّةٍ لَهَا سَمْنًا، فَيَأْتِيهَا بَنُوهَا فَيَسْأَلُونَ الْأُدُمَ وَلَيْسَ عِنْدَهُمْ شَيْءٌ فَتَعْمِدُ إِلَى الَّذِي كَانَتْ تُهْدِي فِيهِ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَتَجِدُ فِيهِ سَمْنًا، فَمَا زَالَ يُقِيمُ لَهَا أُدُمَ بَيْتِهَا حَتَّى عَصَرَتْهُ، فَأَتَتِ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: (عَصَرْتِيهَا؟) . قَالَتْ: نَعَمْ. قَالَ: (لَوْ تَرَكْتِيهَا مَا زَالَ قَائِمًا) » رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

5907 - (وَعَنْهُ) ، أَيْ: عَنْ جَابِرٍ (قَالَ: إِنَّ أُمَّ مَالِكٍ) ، أَيِ: الْبَهْزِيَّةَ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ لَهَا صُحْبَةٌ وَرِوَايَةٌ، وَهِيَ حِجَازِيَّةٌ، رَوَى عَنْهَا طَاوُسٌ وَمَكْحُولٌ (كَانَتْ تُهْدِي) : مِنَ الْإِهْدَاءِ (لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي عُكَّةٍ) : بِضَمٍّ فَتَشْدِيدٍ قِرْبَةٌ صَغِيرَةٌ ذَكَرَهُ شَارِحٌ، وَفِي النِّهَايَةِ: هِيَ وِعَاءٌ مِنْ جِلْدٍ مُسْتَدِيرٍ، وَيَخْتَصُّ بِالسَّمْنِ وَالْعَسَلِ، وَهُوَ بِالسَّمْنِ أَخَصُّ (لَهَا) ، أَيْ: كَانَتْ لِأُمِّ مَالِكٍ (سَمْنًا) ، مَفْعُولُ تُهْدِي (فَيَأْتِيهَا بَنُوهَا فَيَسْأَلُونَ الْأُدُمَ) : بِضَمَّتَيْنِ وَيُسَكَّنُ الثَّانِي أَيِ: الْإِدَامَ (وَلَيْسَ عِنْدَهُمْ) : فِيهِ تَغْلِيبٌ (شَيْءٌ) ، أَيْ: مِنَ الْإِدَامِ، أَوْ مِمَّا يُشْتَرَى بِهِ، وَالْجُمْلَةُ حَالٌ (فَتَعْمِدُ) : بِكَسْرِ الْمِيمِ أَيْ تَقْصِدُ أُمُّهُ (إِلَى الَّذِي) ، أَيْ: إِلَى الْعُكَّةِ وَالتَّذْكِيرُ بِاعْتِبَارِ الظَّرْفِ (كَانَتْ تُهْدِي فِيهِ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَتَجِدُ فِيهِ سَمْنًا فَمَا زَالَ) ، أَيِ: الظَّرْفُ أَوِ السَّمْنُ الَّذِي تَجِدُهُ فِيهِ (يُقِيمُ لَهَا أُدُمَ بَيْتِهَا حَتَّى عَصَرَتْهُ) ، أَيْ: لِزِيَادَةِ الطَّمَعِ، فَانْقَطَعَ الْإِدَامُ بِنَاءً عَلَى أَنَّ الْحِرْصَ شُؤْمٌ، وَالْحَرِيصُ مَحْرُومٌ (فَأَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -) أَيْ: وَأَخْبَرَتْهُ بِالْخَبَرِ جَمِيعًا. وَقَالَ الطِّيبِيُّ، أَيْ: فَأَتَتْ وَشَكَتِ انْقِطَاعَ إِدَامِ بَيْتِهَا مِنَ الْعُكَّةِ (فَقَالَ: عَصَرْتِيهَا) ؟ أَيِ الْعُكَّةَ وَالْبَاءُ لِلْإِشْبَاعِ، وَهَمْزَةُ الِاسْتِفْهَامِ مُقَدَّرَةٌ (قَالَتْ: نَعَمْ. قَالَ: لَوْ تَرَكْتِيهَا) : بِإِشْبَاعِ الْيَاءِ أَيْضًا أَيْ: لَوْ تَرَكْتِ مَا فِيهَا مِنَ السَّمْنِ وَمَا عَصَرْتِهَا (مَا زَالَ) ، أَيْ: دَامَ بَيْتُكِ (قَائِمًا) . أَيْ ثَابِتًا دَائِمًا: فَإِنَّ الْبَرَكَةَ إِذَا نَزَلَتْ فِي شَيْءٍ وَلَوْ كَانَ قَلِيلًا كَثُرَ ذَلِكَ الْقَلِيلُ (رَوَاهُ مُسْلِمٌ) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015