ذَرْوَانُ، وَكِلَاهُمَا صَحِيحٌ مَشْهُورٌ، وَالْأَوَّلُ أَصَحُّ وَأَجْوَدُ، وَهِيَ بِئْرٌ فِي الْمَدِينَةِ فِي بُسْتَانِ أَبِي زُرَيْقٍ (فَذَهَبَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي أُنَاسٍ) أَيْ: مَعَ جَمْعٍ (مِنْ أَصْحَابِهِ) أَيِ: الْمَخْصُوصِينَ (إِلَى الْبِئْرِ: (هَذِهِ الْبِئْرُ الَّتِي أُرِيتُهَا) : بِصِيغَةِ الْمَفْعُولِ (وَكَأَنَّ) : بِالتَّشْدِيدِ (مَاءَهَا نُقَاعَةُ الْحِنَّاءِ) ، بِضَمِّ النُّونِ أَيْ: لَوْنُهُ، وَالْمَعْنَى أَنَّ مَاءَهَا مُتَغَيِّرٌ لَوْنُهُ مِثْلُ مَاءٍ نُقِعَ فِيهِ الْحِنَّاءُ وَالنُّقَاعَةُ مَا يَخْرُجُ مِنَ الْمَنْقُوعِ. (وَكَأَنَّ نَخْلَهَا رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ) . قَالَ الْتُورِبِشْتِيُّ: أَرَادَ بِالنَّخْلِ طَلْعَ النَّخْلِ، وَإِنَّمَا أَضَافَهُ إِلَى الْبِئْرِ، لِأَنَّهُ كَانَ مَدْفُوعًا فِيهَا، وَأَمَّا تَشْبِيهُهُ ذَلِكَ بِرُءُوسِ الشَّيَاطِينِ، فَلِمَا صَادَفُوهُ عَلَيْهِ مِنَ الْوَحْشَةِ وَالنَّفْرَةِ وَقُبْحِ الْمَنْظَرِ، وَكَانَتِ الْعَرَبُ تَعُدُّ صُوَرَ الشَّيَاطِينِ مِنْ أَقْبَحِ الْمَنَاظِرِ ذَهَابًا فِي الصُّورَةِ إِلَى مَا يَقْتَضِيهِ الْمَعْنَى، وَقِيلَ: أُرِيدَ بِالشَّيَاطِينِ الْحَيَّاتُ الْخَبِيثَاتُ الْعُرُمَاتُ، وَأَيًّا مَا كَانَ فَإِنَّ الْإِتْيَانَ بِهَذَا الْمَنْظَرِ فِي الْحَدِيثِ مَسُوقٌ عَلَى نَصِّ الْكِتَابِ فِي التَّمْثِيلِ. قَالَ تَعَالَى: {كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ} [الصافات: 65] (فَاسْتَخْرَجَهُ) ، أَيْ مَا ذُكِرَ مِمَّا سُحِرَ بِهِ (مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015