5876 - وَعَنِ الْبَرَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: «بَعَثَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَهْطًا إِلَى أَبِي رَافِعٍ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَتِيكٍ بَيْتَهُ لَيْلًا وَهُوَ نَائِمٌ فَقَتَلَهُ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَتِيكٍ: فَوَضَعْتُ السَّيْفَ فِي بَطْنِهِ، حَتَّى أَخَذَ فِي ظَهْرِهِ، فَعَرَفْتُ أَنِّي قَتَلْتُهُ، فَجَعَلْتُ أَفْتَحُ الْأَبْوَابَ، حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى دَرَجَةٍ، فَوَضَعْتُ رِجْلِي فَوَقَعْتُ، فِي لَيْلَةٍ مُقْمِرَةٍ، فَانْكَسَرَتْ سَاقِي، فَعَصَبَتُهَا بِعِمَامَةٍ، فَانْطَلَقْتُ إِلَى أَصْحَابِي فَانْتَهَيْتُ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَحَدَّثْتُهُ، فَقَالَ: (ابْسُطْ رِجْلَكَ) . فَبَسَطْتُ رِجْلِي فَمَسَحَهَا، فَكَأَنَّمَا لَمْ أَشْتَكِهَا قَطُّ» . رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

5876 - (وَعَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَهْطًا) : قَالَ شَارِحٌ: الرَّهْطُ مَا دُونَ الْعَشْرَةِ مِنَ الرِّجَالِ لَيْسَتْ فِيهِمُ امْرَأَةٌ. وَفِي الْقَامُوسِ: الرَّهْطُ وَيُحَرَّكُ مِنْ ثَلَاثَةٍ أَوْ سَبْعَةٍ إِلَى عِشْرَةٍ، أَوْ مَا دُونَ الْعَشْرَةِ، أَوْ مَا فِيهِمُ امْرَأَةٌ وَلَا وَاحِدَ لَهُ مِنْ لَفْظِهِ. (إِلَى أَبِي رَافِعٍ) ، قَالَ الْقَاضِي: كُنْيَتُهُ أَبُو الْحُقَيْقِ الْيَهُودِيُّ أَعْدَى عَدُوِّ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَبَذَ عَهْدَهُ وَتَعَرَّضَ لَهُ بِالْهِجَاءِ، وَتَحَصَّنَ عَنْهُ بِحِصْنٍ كَانَ لَهُ، فَبَعَثَهُمْ إِلَيْهِمْ لِيَقْتُلُوهُ، (فَدَخَلَ عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنِ عَتِيكٍ) : بِفَتْحٍ فَكَسْرٍ (بَيْتَهُ لَيْلًا وَهُوَ نَائِمٌ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَتِيكٍ) أَيْ: فِي صِفَةِ قَتْلِهِ (فَوَضَعْتُ السَّيْفُ فِي بَطْنِهِ، حَتَّى أَخَذَ فِي ظَهْرِهِ) ، قَالَ الطِّيبِيُّ: عَدَّاهُ بِفِي لِيَدُلَّ عَلَى شِدَّةِ التَّمَكُّنِ، وَأَخَذَ مِنْهُ كُلَّ مَأْخَذٍ وَإِلَيْهِ أَشَارَ بِقَوْلِهِ: حَتَّى أَخَذَ فِي ظَهْرِهِ فَعَرَفْتُ أَنِّي قَتَلْتُهُ (فَجَعَلْتُ أَفْتَحُ الْأَبْوَابَ) ، وَلَعَلَّهُ بَعْدَ فَتْحِهَا أَوَّلًا رَدَّهَا حِفْظًا لِمَا رَوَاهُ، أَوْ طَلَعَ عَلَيْهِ مِنْ طَرِيقٍ آخَرَ، (حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى دَرَجَةٍ، فَوَضَعْتُ رِجْلِي) أَيْ: عَلَى ظَنِّ أَنِّي وَصَلْتُ الْأَرْضَ (فَوَقَعْتُ) ، أَيْ سَقَطْتُ مِنَ الدَّرَجَةِ (فِي لَيْلَةٍ مُقْمِرَةٍ) ، بِضَمِّ الْمِيمِ الْأُولَى وَكَسْرِ الثَّانِيَةِ أَيْ: مُضِيئَةٌ. قَالَ الطِّيبِيُّ: يَعْنِي كَانَ سَبَبَ وُقُوعِهِ عَلَى الْأَرْضِ أَنَّ ضَوْءَ الْقَمَرِ وَقَعَ فِي الدَّرَجِ، وَدَخَلَ فِيهِ فَحَسِبَ أَنَّ الدَّرَجَ مُسَاوٍ لِلْأَرْضِ فَوَقَعَ مِنْهُ عَلَى الْأَرْضِ (فَانْكَسَرَتْ سَاقِي، فَعَصَبْتُهَا) : بِتَخْفِيفِ الصَّادِ وَيُشَدَّدُ لِلْمُبَالَغَةِ وَالتَّكْثِيرِ أَيْ: شَدَدْتُهَا (بِعِمَامَةٍ) ، بِكَسْرِ الْعَيْنِ (فَانْطَلَقْتُ إِلَى أَصْحَابِي) ، أَيْ مِنَ الرَّهْطِ الْوَاقِفِينَ أَسْفَلَ الْقَلْعَةِ (فَانْتَهَيْتُ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -) أَيْ: مَعَ أَصْحَابِي (فَحَدَّثْتُهُ) ، أَيْ بِمَا جَرَى لِي وَعَلَيَّ (فَقَالَ ابْسُطْ رِجْلَكَ) ، أَيْ مُدَّهَا (فَبَسَطْتُ رِجْلِي فَمَسَحَهَا، فَكَأَنَّمَا لَمْ أَشْتَكِهَا قَطُّ) . أَيْ كَأَنَّهَا لَمْ تَتَوَجَّعْ أَبَدًا. (رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015