4463 - وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - «أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَمْهَلَ آلَ جَعْفَرٍ ثَلَاثًا، ثُمَّ أَتَاهُمْ، فَقَالَ: " لَا تَبْكُوا عَلَى أَخِي بَعْدِ الْيَوْمِ ". ثُمَّ قَالَ: " ادْعُوا لِي بَنِي أَخِي " فَجِيءَ بِنَا كَأَنَّا أَفْرُخٌ. فَقَالَ: " ادْعُوا لِي الْحَلَّاقَ " فَأَمَرَهُ فَحَلَقَ رُءُوسَنَا» . رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

4463 - (وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ) : أَيِ ابْنِ أَبِي طَالِبٍ (أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَمْهَلَ آلَ جَعْفَرٍ) : أَيْ تَرَكَ أَهْلَهُ بَعْدَ وَفَاتِهِ يَبْكُونَ وَيَحْزَنُونَ عَلَيْهِ ثَلَاثًا) : أَيْ ثَلَاثَ لَيَالٍ، وَهَذَا هُوَ الظَّاهِرُ الْمُنَاسِبُ لِظُلُمَاتِ الْحُزْنِ مَعَ أَنَّ اللَّيَالِيَ وَالْأَيَّامَ مُتَلَازِمَانِ ; وَلِذَا قَالَ تَعَالَى فِي قِصَّةِ زَكَرِيَّا - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - مَوْضِعَ ثَلَاثِ لَيَالٍ وَفِي مَكَانِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، وَلَمْ يَظْهَرْ لِي وَجْهُ الْعُدُولِ عَنْ هَذَا التَّفْسِيرِ لِلطِّيبِيِّ إِلَى قَوْلِهِ: أَيْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ تَبَعًا لِلشَّيْخِ التُّورِبِشْتِيِّ، إِنَّمَا قَالَ ثَلَاثًا عِنَايَةً لِلَّيَالِي مَعَ أَنَّهُ لَا دَلَالَةَ فِي كَلَامِهِ عَلَى مَدْعَاهُ، بَلْ هُوَ مُشِيرٌ إِلَى مَا ذَكَرْنَاهُ كَمَا يَظْهَرُ بِأَدْنَى عِنَايَةٍ، ثُمَّ الثَّالِثُ وَفِيهِ دَلَالَةٌ عَلَى أَنْ لَا يُزَادَ فِي الْبُكَاءِ وَالتَّحَزُّنِ عَلَى الْمَيِّتِ وَلَا التَّعْزِيَةِ فَوْقَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ. (ثُمَّ أَتَاهُمْ) : أَيْ مُسَلِّيًا لَهُمْ (فَقَالَ: لَا تَبْكُوا عَلَى أَخِي) : أَيْ فِي الدِّينِ، أَوْ فِي النَّسَبِ أَيْضًا، فَإِنَّهُ ابْنُ عَمِّهِ، وَالْعَرَبُ تُسَمِّي الْقَرِيبَ أَخًا (بَعْدَ الْيَوْمِ) : أَيْ هَذَا الْيَوْمِ أَوِ الْيَوْمِ الثَّالِثِ، وَفِيهِ دَلَالَةٌ عَلَى أَنْ لَا يُزَادَ فِي الْبُكَاءِ وَالتَّحَزُّنِ عَلَى الْمَيِّتِ وَلَا التَّعْزِيَةِ فَوْقَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ. (ثُمَّ قَالَ: ادْعُوا لِي) : أَيْ لِأَجْلِي (بَنَى أَخِي) : وَهُمْ عَبْدُ اللَّهِ وَعَوْنٌ وَمُحَمَّدٌ أَوْلَادُ جَعْفَرٍ. (فَجِيءَ بِنَا) : أَيْ وَكُنَّا صِغَارًا (كَأَنَّا أَفْرُخٌ) : بِفَتْحٍ فَسُكُونٍ فَضَمٍّ جَمْعُ فَرْخٍ، وَهُوَ وَلَدُ الطَّيْرِ، (فَقَالَ: ادْعُوا لِي) : أَيْ لِأَمْرِي (الْحَلَّاقَ) : أَيِ الْمُزَيِّنَ (فَأَمَرَهُ) : أَيْ بَعْدَ مَجِيئِهِ (فَحَلَقَ رُءُوسَنَا) . وَإِنَّمَا حَلَقَ رُءُوسَهُمْ مَعَ أَنَّ إِبْقَاءَ الشَّعْرِ أَفْضَلُ إِلَّا بَعْدَ فَرَاغِ أَحَدِ النُّسُكَيْنِ عَلَى مَا هُوَ الْمُعْتَادُ عَلَى الْوَجْهِ الْأَكْمَلِ لِمَا رَأَى مِنِ اشْتِغَالِ أُمِّهِمْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ عَنْ تَرْجِيلِ شُعُورِهِمْ بِمَا أَصَابَهَا مِنْ قَتْلِ زَوْجِهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَأَشْفَقَ عَلَيْهِمْ مِنَ الْوَسَخِ وَالْقَمْلِ. قَالَ ابْنُ الْمَلَكِ: وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ لِلْوَلِيِّ التَّصَرُّفَ فِي الْأَطْفَالِ حَلْقًا وَخِتَانًا. (رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015