265 - وَعَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - «آفَةُ الْعِلْمِ النِّسْيَانُ، وَإِضَاعَتُهُ أَنْ تُحَدِّثَ بِهِ غَيْرَ أَهْلِهِ» . رَوَاهُ الدَّارِمِيُّ مُرْسَلًا.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
265 - (وَعَنِ الْأَعْمَشِ) : هُوَ مِنْ أَكَابِرِ التَّابِعِينَ، وَأَحَدِ الْأَعْلَامِ الْمَشْهُورِينَ بِعِلْمِ الْحَدِيثِ وَالْقِرَاءَةِ اشْتَرَاهُ رَجُلٌ مِنْ كَاهِلٍ فَأَعْتَقَهُ فَاجْتَهَدَ فِي الْعِلْمِ فَصَارَ إِمَامًا عَلَمًا (قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ( «آفَةُ الْعِلْمِ النِّسْيَانُ» ) : أَيْ: بَعْدَ حُصُولِهِ وَإِلَّا فَقَدْ قِيلَ: لِكُلِّ شَيْءٍ آفَةٌ وَلِلْعِلْمِ آفَاتٌ. أَيْ: قَبْلَ التَّحْصِيلِ. قَالَ ابْنُ حَجَرٍ: فَلْيُحْذَرْ مِنْ أَسْبَابِ النِّسْيَانِ كَالْإِعْرَاضِ عَنِ اسْتِحْضَارِهِ وَالِاشْتِغَالِ بِمَا يُشْغِفُ الْقَلْبَ مِنَ الْمُسْتَحْسَنَاتِ الدُّنْيَوِيَّةِ وَيُذْهِلُ الْعَقْلَ مِنَ الْمَظَاهِرِ الشَّهَوِيَّةِ (وَإِضَاعَتُهُ) : أَيْ: جَعْلُ الْعِلْمِ ضَائِعًا (أَنْ تُحَدِّثَ) : أَيْ أَنْتَ (" بِهِ غَيْرَ أَهْلِهِ ") : بِأَنْ لَا يَفْهَمَهُ أَوْ لَا يَعْمَلُ بِهِ مِنْ أَرْبَابِ الدُّنْيَا: (رَوَاهُ الدَّارِمِيُّ مُرْسَلًا) . قَالَ السَّيِّدُ: الْمُرَادُ بِالْإِرْسَالِ الْمَعْنَى اللُّغَوِيُّ الَّذِي هُوَ الِانْقِطَاعُ، لِأَنَّ الْأَعْمَشَ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَحَدٍ مِنَ الصَّحَابَةِ، وَإِنْ ثَبَتَ سَمَاعُهُ مِنْ أَنَسٍ فَالْمُرْسَلُ بِالْمَعْنَى الِاصْطِلَاحِيِّ.