3465 - وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " «يَجِيءُ الْمَقْتُولُ بِالْقَاتِلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، نَاصِيَتُهُ وَرَأْسُهُ بِيَدِهِ، وَأَوْدَاجُهُ تَشْخُبُ دَمًا، يَقُولُ: يَا رَبِّ! قَتَلَنِي، حَتَّى يُدْنِيَهُ مِنَ الْعَرْشِ» ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
3465 - (وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَجِيءُ الْمَقْتُولُ بِالْقَاتِلِ ") : الْبَاءُ لِلتَّعْدِيَةِ أَيْ: يُحْضِرُهُ وَيَأْتِي بِهِ (" يَوْمَ الْقِيَامَةِ نَاصِيَتُهُ ") : أَيْ: شَعْرُ مُقَدَّمِ رَأْسِ الْقَاتِلِ (" وَرَأْسُهُ ") : أَيْ: بَقِيَّتُهُ (" بِيَدِهِ ") : أَيْ: بِيَدِ الْمَقْتُولِ، وَالْجُمْلَةُ حَالٌ مِنَ الْفَاعِلِ، وَيَحْتَمِلُ مِنَ الْمَفْعُولِ عَلَى بُعْدٍ، وَقَدِ اكْتَفَى فِيهَا بِالضَّمِيرِ. قَالَ الطِّيبِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ: وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ اسْتِئْنَافًا عَلَى تَقْدِيرِ السُّؤَالِ عَنْ كَيْفِيَّةِ الْمَجِيءِ بِهِ (" وَأَوْدَاجُهُ ") : فِي النِّهَايَةِ: هِيَ مَا أَحَاطَ بِالْعُنُقِ مِنَ الْعُرُوقِ الَّتِي يَقْطَعُهَا الذَّابِحُ، وَاحِدُهَا وَدَجٌ بِالتَّحْرِيكِ، وَقِيلَ: الْوَدَجَانِ عِرْقَانِ غَلِيظَانِ عَنْ جَانِبَيْ نُقْرَةِ النَّحْرِ، وَقِيلَ: عَبَّرَ عَنِ الْمُثَنَّى بِصِيغَةِ الْجَمْعِ لِلْأَمْنِ مِنَ الْإِلْبَاسِ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} [التحريم: 4] وَقَالَ بَعْضُ شُرَّاحِ الْمَصَابِيحِ: أَيْ: وَدَجَاهُ، وَهُمَا: عِرْقَانِ عَلَى صَفْحَتَيِ الْعُنُقِ (" تَشْخُبُ ") : بِضَمِّ الْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ أَيْ: تَسِيلُ (" دَمًا ") : تَمْيِيزٌ مُحَوَّلٌ عَنِ الْفَاعِلِ أَيْ: دَمُهُمَا (" يَقُولُ: يَا رَبِّ قَتَلَنِي ") : أَيْ: وَيُكَرِّرُهُ (" حَتَّى يُدْنِيَهُ مِنَ الْعَرْشِ ") : مِنْ أَدْنَى أَيْ: يُقَرِّبُ الْمَقْتُولُ الْقَاتِلَ مِنَ الْعَرْشِ، وَكَأَنَّهُ كِنَايَةٌ عَنِ اسْتِقْصَاءِ الْمَقْتُولِ فِي طَلَبِ ثَأْرِهِ، وَعَنِ الْمُبَالَغَةِ فِي إِرْضَاءِ اللَّهِ تَعَالَى إِيَّاهُ بِعَدْلِهِ (رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ) .