وقال الشيخ عزّ الدّين بن عبد السلام: قال بعض العلماء الواو في قوله: "ولا حرج" للحال، ومعناه حدّثوا ما لم يكن ثَمّ حرج، والحرج ههنا الكذب، سمّي حرجًا لأدائه إلى عذاب الله الذي هو حرج، فهو من باب إطلاق اسم المسبّب على السبّب، وقال بعضهم: "ولا حرج" معناه: أنّ هذا الأمر ليس للإيجاب فلا حرج عليكم إن تركتم الحديث، والأوّل أحسن، لأنّ الشّارع لمّا علم من الناس أنّهم يتحدّثون في هذين البابين كثيرًا، وكثرة الحديث مظنّة الكذب، قال: حدّثوا ما لم يكن كذبًا، وهو جار على القواعد الشرعيّة، وعلى الثاني (يوهم) (?) (أنّما يتحدّث بكلّ ما يريد) (?)، وهذا على خلاف القواعد. انتهى.
(ما يقوم إلّا إلى عظم صلاة) قال في النهاية: عظم الشيء أكبره، كأنّه (أراد) (?) ما يقوم إلّا إلى الفريضة.
* * *