(نضر الله امرأً سمع منّا حديثًا فحفظه حتى يبلّغه) قال الخطابي: معناه الدّعاء له بالنّضارة وهي النّعمة والبهجة، يقال نضر بالتشديد وبالتخفيف وهو أجود.
وقال في النهاية: يروى بالتخفيف والتشديد من النضارة وهي في الأصل حسن الوجه والبريق، وإنّما أراد حسن خلقه وقَدْره.
وقال أبو عبد الله محمد بن أحمد بن جابر الوادياشي في فهرسته: روي (?) نضر مخفّفًا، وأكثر المحدّثين يقولونه بالتثقيل، والأوّل الصّواب، ويحتمل وجهين؛ أحدهما: ألبسه الله النضرة وهي الحسن وخلوص اللّون، أي: جمّله الله وزيّنه، والثاني: أوصله الله إلى نضرة الجنّة أي: نعيمها وغضارتها، قال تعالى: {وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً}، {تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ}، قال سفيان بن عيينة: ما من أحد يطلب الحديث إلَّا وفي وجهه نضرة لهذا الحديث، رواه الخطيب.
وقال القاضي أبو الطيب الطبري: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في المنام فقلت: يا رسول الله، أنت قلت نضر الله امرأ؟ وتلوتُ عليه الحديث جميعه ووجهه يتهلّل، فقال لي: نعم أنا قلته.
* * *