لم يكن كذبًا لأنّه من باب المعاريض المحتملة للأمرين فليس بكذب محض، فقوله: {إِنِّي سَقِيمٌ (89)} يحتمل أن يكون أراد إنّي سأسقم، واسم الفاعل يستعمل بمعنى المستقبل كثيرًا، ويحتمل أنّه أراد إنّي سقيم بما (قدّر) (?) عليّ من الموت. وذكر النّووي عن بعضهم، أنّه كان تأخذه الحمى في ذلك الوقت، قال الحافظ ابن حجر: وهو بعيد لأنه لو كان كذلك لم يكن كذبا لا تصريحًا ولا تعريضًا.
وقوله: {بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ} قال القرطبي: هذا قاله ممهدًا للاستدلال على أنّ الأصنام ليست بآلهة، وقطعًا لقومه في قولهم إنّها تضرّ وتنفع، وهذا الاستدلال يتجوّز (?) فيه في الشّرط المتّصل، ولهذا أردف قوله: {بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ} بقوله: {فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ (63)}. قال ابن قتيبة: معناه إن كانوا ينطقون فقد فعله كبيرهم هذا. فالحاصل أنّه مشترط بقوله: {إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ (63)}، أو أنّه أسند إليه ذلك لكونه السبب.
وقوله: (إنها أختي) يعتذر عنه بأنّ المراد أنّها أخته في الإسلام.
(ثنتان في ذات الله) خصّهما بذلك لأنّ قصّة سارة وإن كانت أيضًا في ذات الله، لكن تضمّنت حظًّا لنفسه ونفعًا له، بخلاف الثنتين الأخريين (?) فإنّهما في ذات الله محضًا.
(في أرض جبّار) اسمه عمرو بن امرء القيس بن سبأ، وكان على مصر، ذكره السهيلي، وقيل اسمه صادوق وكان على الأردن، حكاه ابن قتيبة، وقيل سنان بن علوان، حكاه الطبري.
(هي أحسن النّاس) في مسند أبي يعلى من حديث أنس: "أعطي يوسف وأمّه شطر الحسن" يعني (?) سارة.