(يهشّ) أي: ينثر بلين ورفق.
* * *
(ما من أحد يسلّم عليّ إلا رّدّ الله عليّ روحي حتّى أردّ عليه السلام) وقع السؤال عن الجمع بين هذا الحديث وبين حديث: "الأنبياء أحياء في قبورهم يصلّون" وسائر الأحاديث الدالّة على حياة الأنبياء، فإنّ ظاهر الأوّل مفارقة الرّوح له في بعض الأوقات، وألّفت في الجواب عن ذلك تأليفًا سمّيته إنباء (?) الأذكياء بحياة الأنبياء، وحاصل ما ذكرته فيه خمسة عشر وجهًا، أقواها أنّ قوله: "ردّ الله عليّ" جملة حالية، وقاعدة العربية أنّ جملة الحال إذا صدّرت بفعل ماض قدّرت فيها قد، كقوله تعالى: {أَو جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ} أي: قد حصرت، وكذا هنا تقدّر والجملة ماضية سابقة على السلام الواقع من كل أحد و"حتى" (ليست) (?) للتعليل بل مجرّد حرف عطف بمعنى الواو، فصار تقدير الحديث ما من أحد يسلّم عليّ إلا قد ردّ الله عليّ روحي قبل ذلك وأردّ عليه، وإنّما جاء الإشكال من ظنّ أنّ جملة "ردّ الله" بمعنى الحال أو الاستقبال، وظنّ أنّ "حتى" تعليلية، وليس