(فصاعدًا) هو منصوب على الحال، قال ابن مالك في شرح التسهيل وغيره: وهو ممَّا حذف عامله وجوبًا، أي: فارتقى ذلك صاعدًا، أو فذهب صاعدًا.
***
(لا صرورة في الإسلام) قال الخطّابي: له تفسيران؛ أحدهما: أنَّه الرّجل الذي انقطع عن النّكاح وتبتّل على مذهب رهبان النصارى، والآخر: أنَّه الذي لم يحجّ، فمعناه على هذا أن سنة الذين أن لا يبقى أحد من الناس يستطيع الحجّ فلا يحجّ حتى لا يكون صرورة في الإسلام.
وفي النهاية: قال أبو عبيد هو في الحديث التبتل وترك النَّكاح، أي ليس ينبغي لأحد أن يقول لا أتزوَّج، لأنَّه ليس من أخلاق المؤمنين وهو فعل الرهبان، والصرورة أيضًا الذي لم يحجّ قط، وأصله من الصرّ الحبس والمنع. وقيل أراد من قَتل في الحرم قُتل ولا يقبل منه أن يقول إنّي صرورة ما حججت ولا عرفت حرمة الحرم، كان الرجل في الجاهلية إذا أحدث حدَثًا فلجأ إلى الكعبة لم يُهَج، فكان إذا لقيه وليّ الدم في الحرم قيل له هو صرورة فلا تهجه.