فحذف المضاف، وفي رواية الترمذي "وكان الفيء مثل الشراك". قال الخطّابي وابن الأثير: وليس قدره هنا على معنى التّحديد ولكن الزوال لا يبين إلّا بأقلّ ما يرى من الفيء، وكان حينئذٍ بمكّة هذا القدر، والظلّ يختلف باختلاف الأزمنة والأمكنة، وإنّما يتبيّن ذلك في مثل مكّة من البلاد التي يقلّ فيها الظلّ، فإذا كان أطول يوم في السنة واستوت الشمس فوق الكعبة لم ير لشيء من جوانبها ظل، وكلّ بلد يكون أقرب إلى وسط الأرض يكون الظلّ فيه أقصر وما كان من البلدان أبعد من واسطة الأرض وأقرب إلى طرفها كان الظلّ فيه أطول. قال الخطّابي: وقد اعتمد الشافعي هذا الحديث وعوّل عليه في بيان المواقيت إذ كان قد وقع به القصد إلى بيان أمر الصلاة في أوّل زمان الشّرع، وقد اختلف أهل العلم في القول بظاهره، فقالت به طائفة وعدل آخرون عن القول ببعض ما فيه إلى أحاديث أخر وإلى سنن سنها رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في بعض المواقيت لمّا هاجر إلى المدينة، قالوا وإنّما يؤخذ بالآخر من أمر رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
(وصلّى بي الفجر فأسفر) قال الشيخ وليّ الدين: الظاهر عود الضمير على جبريل، ومعنى أسفر دخل في السفر بفتح السين والفاء، وهو بياض النهار، ويحتمل عوده إلى الصبح أي: فأسفر الصبح في وقت صلاته، أو إلى الموضع، أي أسفر الموضع في وقت صلاته، ويوافقه (?) رواية الترمذي: "ثمّ صلَّى الصبح حين أسفرت الأرض".