(من أهل نجد) هي المواضع المرتفعة من تهامة إلى أرض العراق.

(ثائر الرأس) أي: منتشر شعر الرأس، أي: قائمه منتفشه.

(يسمع دويّ صوته) بفتح الدّال وكسر الواو وتشديد الياء، قال في النهاية: الدويّ صوت ليس بالعالي، كصوت النحل وغيره. وقال صاحب المشارق. هو شدّة الصوت وبُعْده في الهواء، قال: وروي في صحيح البخاري بضمّ الدّال أيضًا، والصّواب فتحها.

(ولا نفقه ما يقول) روي "نسمع"، ونفقه بالنون (مبنيًّا) (?) للفاعل، وبالياء (مبنيًّا) (?) للمفعول.

(أفلح وأبيه إن صدق) قال الخطّابي هذه كلمة جارية على ألسن العرب تستعملها كثيرًا في خطابها تريد بها التوكيد، وقد نهي أن يحلف الرّجل بأبيه، فيحتمل أن يكون هذا القول قبل النهي، ويحتمل أن يكون جرى ذلك منه على عادة الكلام الجاري على الألسن، وهو لا يقصد به القسم كلغو اليمين المعفوّ عنه، وفيه وجه آخر، وهو أن يكون - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أضمر كأنّه قال وربّ أبيه، وإنّما نهاهم عن ذلك لأنّهم لم يكونوا يضمرون ذلك في أيمانهم، وإنّما كان مذهبهم في ذلك مذهب التعظيم لآبائهم، ويحتمل أنّ النهي إنّما وقع إذا كان على وجه التوقير والتعظيم لحقه دون ما كان بخلافه، والعرب تطلق هذا اللفظ في كلامها على ضربين، أحدهما على وجه التعظيم، والآخر على سبيل التوكيد للكلام دون القسم. انتهى.

وقال القرطبي: الرواية الصحيحة التي لا تعرف غيرها هكذا بصيغة القسم بالأب، وقال بعضهم: إنّما هي "والله"، وصُحّفت بأن قصرت اللّامان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015