وأقلّ في المراجعة والعتاب، لما عمله من صالح الأعمال، وقد يحتمل حديث أبي داود وجهًا آخر، وهو أنّ الملكين يأتيان جميعًا، ويكون السائل أحدهما وإن تشاركا في الإتيان، فيكون الرّاوي اقتصر على الملك السائل وترك غيره، لأنّه لم يقل في الحديث إنّه لا يأتيه إلى قبره إلّا ملك واحد، ولو قاله هكذا صريحًا لكان الجواب عنه ما قدّمناه من اختلاف أحوال النّاس. انتهى.
(لا دريت ولا تليت) قال الخطّابي: هكذا يقول المحدّثون وهو غلط، وقال يونس إنّما هو ولا أتْليْتَ ساكنة التّاء، يدعو عليه بأن (لا يتلى) (?) أي: لا يكون له أولاد يتلونه أي يتبعونه، يقال للناقة قد أتلت فهي متلية وتلاها ولدها إذا تبعها. وقال غيره: هو ولا ائتليت، بوزن افتعلت، من قولك: ما ألوت هذا أي ما استطعته، كأنَّه يقول: لا دريت ولا استطعت. انتهى.
قال في النهاية: وقيل معناه ولا قرأت، والأصل ولا تلوت فقلبوا (?) الواو ياء ليزدوج الكلام مع "دريت".