والشرّ من فعل الظلمة فصاروا ثنوية، وكذلك القدريّة يضيفون الخير إلى الله تعالى، والشرّ إلى غيره، والله تعالى خالق الأمرين معًا.
(إنّ الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض) قال الطيبي: القبضة ما يضمّ عليه من كل شيء و"من" إن كانت متعلقة بـ "خلق" تكون ابتدائية، أي: ابتدأ خلقه من قبضة، وإن كانت حالًا من "آدم" تكون بيانية، والقبضة هنا مطابقة لما في قوله تعالى: {وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} في بيان تصوير عظمة الله وجلاله وقدرته، وأن المكوّنات (?) كلها منقادة لإرادته ومسخّرات بأمره، فإذا ورد عليها كُن فكانت بما شوهد من الإنسان وقبضه الشيء على السهولة تسخيرًا له.
(والخبيث والطيّب) قال الطيبي: أراد بالخبيث من الأرض السبخة، ومن بني آدم الكافر، وبالطيب من الأرض العذبة، ومن بني آدم المؤمن.