لكنّه يأتى عليها شيئًا فشيئا ويستوفيها جزءًا جزءًا، والمعنى أنّ الأرض زويت جملتها له مرّة واحدة فرآها، ثمّ يفتح له جزء جزء منها حتى يأتي عليها كلّها، فيكون هذا معنى التبعيض فيها.
(وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض) قال الخطابي: أي الذهب والفضة، وقال في النهاية: الأحمر ملك الشام، والأبيض ملك فارس، وإنّما قال لفارس الأبيض لبياض ألوانهم ولأنّ الغالب على أموالهم الفضّة، كما أنّ الغالب على ألوان أهل الشّام الحمرة وعلى أموالهم الذّهب.
(فيستبيح بيضتهم) قال في النهاية: بيضة الدّار وسطها ومعظمها، أراد عدوًا يستأصلهم ويهلكهم جميعهم، قيل: أراد إذا هلك أصل البيضة كان هلاك كلّ ما فيها من طعم وفرخ، وإذا لم يهلك أصل البيضة ربّما سلم بعض فراخها، وقيل: أراد بالبيضة الخوذة، فكأنّه شبّه مكان اجتماعهم والتئامهم ببيضة الحديد.
(تدور رحى الإسلام لخمس وثلاثين أو ست وثلاثين أو سبع وثلاثين) قال الخطّابي: دوران الرّحى كناية عن الحرب والقتال، شبّهها بالرّحى الدوّارة التي تطحن الحبّ، لما يكون فيها من تلف الأرواح وهلاك الأنفس.
وقال في النهاية: يقال دارت الحرب إذا قامت على ساقها، وأصل