الاتّصال، قال: وهو أمر بيّن لا خلاف فيه بين أهل التّمييز من أهل هذا الشأن في انقطاع ما يروى كذلك، إذا علم أنّ الراوي لم يدرك زمان القصّة كما في هذا الحديث. انتهى. وليس لعرفجة عندهم غير هذا الحديث الواحد.
(يوم الكلاب) بضمّ الكاف والتخفيف، اسم ماء، وكان به وقعة معروفة في الجاهلية، وهو ما بين الكوفة والبصرة ذكره ابن باطيش (?)، وفي كتاب التصحيف للدارقطني وكتاب الحمقى والمغفلين لابن الجوزي أنّ حبّان (?) بن بشر ولّي القضاء بأصبهان فحدّث بهذا الحديث فقال بكسر الكاف، فردّ عليه رجل، وقال: إنّما هو كلاب بضمّ الكاف، فأمر بحبسه، فزاره بعض أصحابه فقال له فيم حبست؟ فقال: حرب كانت في الجاهلية حبست بسببها في الإسلام.
(فاتخذ أنفًا من ورق فأنتن عليه) المشهور فيه كسر الرّاء على إرادة الفصّة، وذكر التوحيدي في كتاب البصائر عن الأصمعي بفتح الرّاء، يعني من ورق الشجر، قال: وليس المراد به الفضّة لأنّها لا تنتن، قال: وذكر عن الأصمعي أنّه أراد الرق الذي يكتب فيه، قال: وقال ابن قتيبة: كنت أحسب ما قاله الأصمعي صحيحًا حتّى أخبرني خبير أنّ الذّهب لا ينتن وأنّ الفضّة تنتن، وحكاه الزمخشري في الفائق فقال: وعن الأصمعي أنّه كان يقول: إنّما هو من وَرَق، ذهب إلى الرَّق الذي يكتب فيه، قال: ويردّه أنّه روي: "فاتّخذ أنفًا من صفر".
***