مسجد وضريح السيدة رقية بحى الخليفة بالقاهرة هناك اختلاف فى المصادر حول السيدة رقية هذه، هل هى بنت الإمام على بن أبى طالب أو بنت على الرضا بن موسى الكاظم، وهل أمها فاطمة الزهراء، أو الصهباء بنت ربيعة التغلبية- وهى من السّبى الذين أغار عليهم خالد بن الوليد بعين التمر، وكانت من نصيب على ولها منه عمر ورقية- كما جاء ذلك فى المختصر فى أخبار البشر لأبى الفدا- أو أمها أسماء بنت عميس، لقد أجمع المؤرخون أن للإمام علىّ بنتا واحدة من غير فاطمة، وهى بنته من الصهباء التى ذكرناها.
وعنها وعن مشهدها بالمكان المذكور هنا يقول الشعرانى فى لطائف المنن- فى الباب العاشر ص 404: « ... وأخبرنى سيدى على الخواص أن رقية بنت الإمام على فى المشهد القريب من جامع دار الخليفة أمير المؤمنين، ومعها جماعة من أهل البيت» .
أما الشيخ محمد زكى إبراهيم، رائد العشيرة المحمدية فقد عرّفها فى كتابه «مراقد أهل البيت بالقاهرة» بأنها: «رقية بنت على الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن على زين العابدين ابن الإمام الحسين» . وقال: وكثير من الناس يظنونه- أى المشهد- للسيدة رقية بنت على أخت زينب والحسين وهذه دفينة دمشق، ومشهدها معروف هناك.
وقيل إن مشهد رقية هذا من مشاهد الرؤيا.. وبرغم كل ما قيل وأثير حول هذا المشهد فلابد أن تكون صاحبته من آل البيت، بل من الثابت أن صاحبته تنتمى لآل البيت يؤكد ذلك اهتمام الخليفة لدين الله الفاطمى به وإقامته القبة الفاطمية عليه سنة 526 هـ، فالفاطميون بالذات- كما يذكر الأستاذ أحمد أبو كف فى كتابه آل بيت النبي فى مصر- كانوا من الحرص بحيث لا يبنون مشهدا على قبر إلّا بعد تأكدهم من أن صاحبه أو صاحبته من آل البيت، ومن سلالة فاطمة الزهراء وعلى بن أبى طالب بالذات.
ونحن لو عرفنا أن فى مصر يزيد عدد المشهور من الأضرحة والمشاهد على الألف، فإن اهتمام الفاطميين ببعض هذا الألف- ومنه السيدة رقية- دليل دامغ على أنها فى مصر، وفى هذا الموضع. والله أعلم.