وفيها عاد ابنُ الصُّوفي (?) من صرخد بأيمان مجير الدين وعهوده، وأقام بداره، وطاب قلبه، ثم استوحش منه، وبلغه عنه ما اقتضى أنَّه هَرَبَ نحو صرخد، فبعثَ الخيلَ في طلبه، فأدركوه، فحبسه في القلعة [واعتقل بها] (?) اعتقالًا جميلًا، ثم ظهر من أخيه زين الدولة حيدره ما أوجب قَتْلَه، فقتله مجيرُ الدين، وقَتَلَ عطاءَ الخادم.
وحَجَّ بالنَّاس قيماز الأُرْجُواني.
فَصل: وفيها توفي
أبو العباس [الورَّاق] (?) ابن الطَّلَّاية (?) الزَّاهد، من أهل دار القَزّ.
وُلد بعد الستين وأربع مئة، وقرأ القرآن، وسَمِعَ الحديث وتفقَّه، ولازم مسجده سبعين سنة، لم يخرج منه إلا يوم الجمعة للصَّلاة، وقرأ عليه القرآن عالمٌ كثير، وكان زاهدًا [متقلِّلًا] (4) في الدنيا، متعبِّدًا، لا يفتر [من العبادة لا] (4) ليلًا ولا نهارًا حتى انطوى طاقين (?)، وكان عليه ثوب خام، وعلى رأسه زراغوج (?)، وتحته بارِيَّة، وعنده