ابن نَصر بن مُنْقِذ، أبو العساكر، صاحب شَيزر.
ولد بطرابُلُس سنة أربعٍ وستين وأربع مئة، سمع من إبراهيم الحنفي (?) "صحيح البخاري" بشَيزر، وولي إمرتها بعد أخيه نَصر بن علي (?)، وكان فاضلًا، وله أشعار كثيرة، فمن شعره يوصي بنيه: [من الكامل]
أُوصِيكُمُ بتُقَى الذي أعطاكُمُ ... مُلْكًا تَذِلُّ له الملوكُ وتَخْضَعُ
وبِحفْظِ بعضِكُمُ لبعضٍ ما غدا ... نجمٌ يغورُ بأفْقِهِ أَوْ يَطْلُعُ
لا تُشْمِتُوا بكُمُ الوشاةَ وحاذِروا ... أقوالهمْ فَهْيَ السِّمامُ النُقَّعُ (?)
ما قَطَّعَ الأرحامَ جاهلُكُمْ بما ... أبداه بل كَبِدِي بذاك يُقَطِّعُ
وإذا يَئِسْتُ من الصَّلاح لفِعْلِكُمْ ... أَمَّلْتُ (?) أَصلَكُمُ الزَّكيَّ فأَطْمَعُ
فأبوكُمُ مَنْ ليس يُنْكَرُ أَنَّه النَّـ ... ــدبُ الكَمِيُّ الأَلْمعيُّ الأَرْوَعُ (?)
ذادَ الجيوشَ برأيه وبسَيفه ... عن شَيْزَرٍ فتفرَّقوا وتصدَّعوا (?)
وكانت وفاته بشيزر، وقيل: مات سنة ثلاثٍ وأربعين (?).