وقال الأَرَّجاني: [من البسيط]
بعد الصَّباحِ الذي فارقتكُمْ فيه ... لم أَلْقَ للدَّهْرِ صُبْحًا في لياليهِ
قد كان أوَّلَ صُبْحٍ بعد عَهْدِكُمُ ... مضى ولم تكتحِلْ عيني بثانيه
فالدَّهْرُ بعدكُمُ ليلٌ ألابِسُهُ ... والعَيشُ دونكُمُ هَمُّ أقاسيه
قد كِدْتُ أختِمُ طَرْفي وَحْشَةً لكُمُ ... عن كلِّ خَلْقٍ من الدُّنيا أُلاقيه
قد صَوَّر الوَهْمُ (?) في عيني مثالكُمُ ... من طُوْلِ ما أنا بالذِّكْرى أُراعيه
فكلُّ ناظرِ إنسانٍ أُقابِلُهُ ... أرى خيالكُمُ من ناظري فيه
يلومني في هوى الأَحبابِ كلُّ فتى ... سَهْمُ الصَّبابةِ يرميني ويُصميه (?)
يَعيبني في الهوى بَغْيًا ويَعْذُلني ... وإنَّما يبتليني من يُعافيه
أقِلَّ من عَذَلٍ تَلْقَى المشوقَ به ... فقَلْبُهُ بسهام اللَّوْم تَرْميه
دَعْ عنك قلبي فإنَّ الحُبَّ آمِرهُ ... أضعافَ ما أنت بالتثريب (?) ناهيه (?)
مملوك أتابك طُغْتِكِين، والي دمشق، وصاحبُ أمرها نيابةً عن أولاد طُغْتِكِين.
كان صالحًا، عادلًا، مُحْسنًا، كافًّا للظُّلْم، مجتنبًا للمآثم، محبًّا للعلماء والفقراء، أوقف أوقافًا كثيرة على أبواب البِرِّ، وبذل مجهودَه في حِفْظ بيت سَيِّده طُغْتِكِين، ولما