المناجيق، [وضايقها] (?) ولم يبق إلا فَتْحُها، فلما كان ليلة الثّلاثاء سابع عشرة ربيع الآخر (?) اتَّفق على قَتْله ثلاثةٌ من خُدَّامه، وكان مُغْرًى بخصي أولادِ النَّاس، [خصى جماعةً، فلما كان في هذه الليلة ذبحوه] (?) في فراشه، وهربوا إلى القلعة ونادوا بالحراس: عَرِّفُوا شهابَ الدِّين أنَّنا قد جئنا في مهم. فأحضرهم، فأخبروه، فقال للحُرَّاس: صيحوا على عسكره مَلِّحوه ملِّحوه. فصاحوا، فدخل أصحابُه عليه، فوجدوه مذبوحًا، فحملوه في سفينة إلى الرَّقَّة، فدفنوه (?) بها. [وقد صار موعظة للعالمين (1)].
وقال أبو يعلى بنُ القلانسي: هَجَمَ على رَبَض قلعة جعبر، ونهبه، وأخذ أهله، فعمد أحدُ خدمه ومن كان يهواه ويأْنَس به ويُعرف بيرنقش الإفرنجي، ووافقه بعضُ الخدم، فاغتالوه عند نومه ليلة الأحد سادس عشر ربيع الآخر (2)، وهو على غايةٍ من الاحتياط بالرِّجال والحُرَّاس والعُدَد حول سُرادقه، فذبحوه على فراشه بعد ضربات تمكَّنَتْ من مقاتله، وهَرَبَ الخادمُ إلى القلعة، وصاحِبُها عِزُّ الدين علي بن مالك بن سالم العُقَيلي، فبشَّره بهلاكه، فأكرمه وسُرَّ. وكان قد أرسل خواصَّه إلى زنكي بما استدعاه منه من آلاتٍ فاخرة وذخائر وافرة، فعند حصوله عليها عَزَمَ على الإساءة إليهم، وغَدَرَ بهم، فجاءه من القضاء ما صار به عبرةً لأُولي الأبصار، وتفرَّقت جيوشُه أيدي سبا، ونُهِبَتْ أمواله، وقُبرَ هناك بغير تكفين، ثم نُقِلَ إلى الرَّقَّة (?).