ومشمولةٍ في الكأسِ تحسبُ أَنَّها ... سماءُ عقيتي زُينَتْ بكواكبِ
بَنَتْ كعبةَ اللَّذاتِ في حَرَمِ الصِّبا ... فحجَّ إليها اللَّهْو من كلِّ جانبِ
فيها احترق القصر الذي بناه المسترشد بدار الخلافة [بباب الغَرَبة] (?)، وكان المقتفي نائمًا فيه تلك الليلة مع خاتون بنت مسعود؛ وسببه أَنَّ جاريته أخذت بيدها شمعة، فعلقت بأطراف خَيْشٍ، فاحترق القصر، وخَرَجَ الخليفةُ منه بالليل وخاتون، فأصبح فلم يُرَ له أثر، واحترق فيه قماش كثير، وتصدَّقَ الخليفة بأَموالٍ كثيرة، وأطلق المحبسين.
وفيها خَلَعَ الخليفةُ على أبي الوفاء يحيى بن سعيد ويعرف بابن المُرَخِّم (?) خِلْعةً سوداء وطَيْلسانًا، وقلَّده القضاء في أي صُقْعٍ شاء، وليس على يده يد، ثم رمى الطَّيلسان، وتجرَّد لظُلْم الناس وعقوبتهم وعَسْفهم، وفَتَحَ أبوابَ الظُّلْم، وصادر النَّاس، وأخذ الرّشا، وأبطل الحقوق، وأساء السِّيرة (?) [فكتب هبة الله بن الفَضْل الشاعر رقاعًا، وألزقها في المساجد والجوامع والشوارع، وفيها: [مجزوء الخفيف]
يا حزينه الطمي الطمي ... قد ولي ابن المُرَخِّم
وَيْ على الشَّرْعِ والقضا ... وعلى كلِّ مُسْلمِ
بدواته المفضضه ... ووكيلِه المُكَعْسَمِ (?)