ولد سنة اثنتين وأربعين وأربع مئة بالكُوفة، ونشأ بها، ثم قَدِمَ بغداد، ومضى إلى الشَّام، وأقام بدمشق وحلب مُدَّة، وكتَبَ الكثير، وسَمِعَ وعاد إلى الكوفة، وكان يسكن بمحَلَّة السَّبيع، ويصلِّي بالنَّاس [في مسجد أبي إسحاق السَّبيعي] (?).
وكان عارفًا بالنَّحْو واللُّغة، والتفسير والفقه، وله تصانيف في فنون، وكان خَشِنَ العَيش، صابرًا على الفقر.
وتوفي يوم الجمعة سابع شعبان بالكوفة، ودُفِنَ بمقبرة العلويين، وصلَّى عليه نحو ثلاثين ألفًا، وعاش حتى قارب المئة، وكان يفتي ظاهرًا بمذهب أبي حنيفة، وباطنًا على مذهب زيد بن علي، وقد تكلَّموا فيه.
القاضي الأندلسي، [ويُعرف بابن الفخَّار، و] (?) كان فقيهًا، شاعرًا، فمن شعره في مَرَّاكُش: [من الطويل]
وأرضٍ سكنَّاها فيا شَرَّ مَسْكَنٍ ... بها العَيشُ نَكْدٌ والجناحُ مَهِيضُ
نَروحُ ونغدو ليس إلا مروِّع ... عقاربُ سودٌ أو أراقمُ بِيضُ (?)
ومات بالمغرب.
أبو القاسم البديع الأَسْطُرلابي، فريد وقته في عمل الأَسْطُرلابات، وآلات الفلك والطِّلَّسْمات، وتوفي بعدما فُلج، ومن شعره: [من الكامل]