أصبحتُ خِلْوًا من بني الأَصفَرِ ... أختالُ بالأَعْلامِ والمِنْبر
مُطَهَّرَ الرَّحْبِ على أَنَّني ... لولا ابن آق سُنْقُر لم أُطَهَّرِ (?)
فاشتدَّ تعجُّبِ أتابك والجماعة.
وكان عند ملك طُلَيطُلة (?) رجلٌ من علماء المُسْلمين، وكان الملك يُحِبُّه ويكْرمه، فجهَّز جيشًا إلى جهة إفريقية، فقتلوا وأسروا من المسلمين، وعادوا والعالم عند الملك جالِسٌ وقد نَعَسَ، فأيقظه الملك، وقال: ما ترى ما قد فعل أصحابُنا بالمسلمين، وأين دين محمدكم من نُصرتهم؟ فقال الرجل: كان قد حضر فتح الرُّها. فعجب الملك والقوم، واستهزؤوا به، فقال الملك: لا تضحكوا، فوالله ما قال شيئًا إلا وأصاب. فوصل الخبر بعد ذلك بأن الرُّها فُتِحَتْ في ذلك التاريخ.
وسار أتابك ففتح سَرُوج وما حول الرُّها من الحصون، وجاء إلى حِصن البيرة فنازله وضايقه، ولم يبق إلّا فتحه، فجاءه الخبر بأن نصِير الدّين جَقَر نائبه بالمَوْصل قد قُتِلَ، فعاد إلى المَوْصل.
وحجَّ بالنَّاس نَظَر الخادم.
فصل: وفيها توفي
نائب أتابك بالمَوْصِل وغيرِها من بلاده.
كان شجاعًا شَهْمًا مهيبًا مدبِّرًا، وسببُ قَتْله أَنَّه كان في كفالة زَنْكي رسلان خان، وقيل تركان شاه ابن السُّلْطان محمود بن محمد بن مَلِك شاه (?)، وبه كان يحتج على