أبو يعقوب (?)، الهمَذَاني.
نزل مَرْو، وقَدِمَ بغداد [بعد الستين وأربع مئة] (?)، وتفقه على أبي إسحاق الشّيرازي وسمع المشايخ، وعاد إلى مرْو، وتشاغل بعلم المعاملات وتربية المريدين، ثم قدم بغداد سنة ستٍّ وخمس مئة، وَوَعَظَ بها، فقام إليه ابنُ السَّقَّاء، فآذاه، فقال له: اقعد، فكأَنِّي أَشُمُّ من فِيك رائحة الكُفْر. فاتَّفق أَنَّ ابنَ السَّقَّاء خَرَجَ إلى الرُّوم، فتنصَّر، [وقد ذكرناه] (3)، وكانت وفاتُه بقريةٍ من قرى هرآة، [ولما قدم بغداد سمع الخطيب، وابن المهتدي، وغيرهم] (3)، وكان صالحًا ثقة.
قلت (?): كان صاحب هذه الترجمة عظيم الشَّأن، أحد أركانِ الإسلام، انتهت إليه تربيةُ المريدين بخُراسان، واجتمع عنده بخانقاته من العُلَماء والصُّلَحاء جماعةٌ، وانتفعوا بكلامه، وتخرَّجوا بصُحْبته، وكان المشايخ يعظِّمون قَدره، وله كلام حسنٌ على لسان أهل الحقيقة (?). وقال إبراهيم بن علي الجُوَيني (?): أخبرنا أبي، قال: سمعتُ أبي يقول: كان الهمَذَانيُّ يومًا يتكلَّم على النَّاس، فقال له فقيهان كانا في مجلسه: اسكت، فإنما أنتَ مُبْتدع، فقال لهما: اسكتا لا عشتما. فماتا مكانهما (?).