يوسف بن تاشفين (?) عشرين سنة، وكانت سيرتُه حسنةً؛ صلحت به الأحوال ونجحت الآمال، حَسَدَه أطباءُ البلد وكادوه، ونالوا بقَتْله مسمومًا ما أرادوه.

[وذكر وفاته في هذه السنة، وأَنَّه] (?) قال عند الموت: [من الخفيف]

آه مِنْ حادثاتِ صَرفِ اللَّيالي ... فَلِحالي انْظُر أَعِظْكَ بحالي

أمسِ أبكيتُ حاسدي شَرَقًا بي ... وهو اليوم رحمةً قد بكى لي

وقال أيضًا: [من الطويل]

هُمُ رحلوا يومَ الخميسِ عشيَّةً ... فودَّعتُهم لما استقلُّوا وَوَدَّعُوا

ولمَّا تولَّوْا وَلَّتِ النَّفْسُ (?) مَعهُمُ ... فقلتُ ارجعي قالتْ إلى أين أَرجِعُ

إلى جَسَدٍ ما فيه لحمٌ ولا دَمٌ ... ولاهو إلا أَعظُم تَتَقَعقعُ

وعَينَينِ قد أعماهما كَثْرَةُ البُكا ... وأُذنٍ عَصَتْ عُذَّالها ليس تَسْمَعُ (?)

السَّنة الرابعة والثلاثون وخمس مئة

فيها ولد لمسعود ولدٌ ذكر من بنت قاروت بك، فغلقت بغداد سبعة أيام، وفشت المنكرات، فجاء ابنُ الكوَّاز الزَّاهد إلى [باب] (?) بنت قاروت بك، وقال: إنْ أزلتم هذه المنكرات، وإلا لزمنا المساجد والجوامع، وشكوناكم إلى الله تعالى. فحطُّوا التَّعاليق، ومات الولد.

وفيها دخلت خاتون بنت محمد زوجة المقتفي بغداد في تجمُّلٍ عظيم، وكانت قد وصَلَتْ مع أخيها مسعود، وأقامت عنده بدار المملكة، ثم زُفَّت إلى الخليفة وبين يديها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015