مماليك [جَدِّه أتابك] (?) طُغْتِكِين، [ثم قتله جماعة مِنْ خَدَمِهِ في سنة ثلاثٍ وثلاثين وخمس مئة، وأجلسوا أخاه محمدًا مكانه، وسنذكره] (?).
وكان إسماعيلُ شهمًا شُجاعًا مِقْدامًا، مهيبًا [وهو الذي خلَّص بانياس من الفرنج] (1)، وكانت سيرتُهُ أَوَّلَ ولايته من أحسنِ السِّيَر، أَسْعَرَ بلادَ الفرنج بالغارات، وإنما تغيَّرَتْ سيرتُه في آخر أمره ومدَّ عينه إلى أموال الرَّعية، وأربابِ الدَّولة، وتناهى في ارتكابِ القبائح والمنكرات، وظهر منه بخلٌ زائد، وميلٌ إلى الدَّنايا (?) بحيث لا يأنَفُ من تناول الخسيس الحقير بالعُدْوان.
[وقد ذكر قصته أبو يعلى بن القلانسي، وذكر بمعنى ما ذكرنا، وفيه بأن الكرديَّ بدران سقَط الله عليه (?) أمراضًا في نحوه، فمات بعد أن ربا لسانه، وخَرَجَ على صدره، [وكان قتل إسماعيل في اليوم الذي مات في مثله بدران، ليكونا عبرة لأهل الظلم والعدوان، تقدَّمه بدران بثمانية أيام] (?).
وكان مولد إسماعيل في جُمادى الآخرة سنة ستٍّ وخمس مئة، وقيل: في ربيع الآخر [من هذه السنة] (?).
[وذكر (?) مجيء زَنْكي ومنازلته لدمشق، فلما يئس منها وكان الخليفة قد استدعاه استقرَّ أن يخطبوا لأَلْب رسلان بن السلطان محمود الذي مع زَنْكي، ورَحَلَ] (?).