الضَّيفُ مُرْتَحِلٌ والمالُ عارِيَةٌ ... وإنّما النَّاسُ في الدُّنيا أحاديثُ
فلا تَغُرَّنَّك الدُّنيا وزَهْرَتُها ... فإنَّها بعدَ أيامٍ مواريثُ
واعملْ لنفسِكَ خيرًا تَلْقَ نائِلَهُ ... فالخيرُ والشَّرُّ بعدَ الموتِ مبثوثُ (?)
من ولد محمد الدِّيباج (?)، وهو من أهل نابلُس، وأصله من مكَّة، ونَزَلَ القُدْس، ولد سنة اثنتين وستين وأربع مئة ببيروت، وسمع الحديث [بمَكة والشام وبغداد] (?)، وجاور بمكة، وتولَّى عمارة الحَرَم، وقَدِمَ بغداد، وجَلَسَ للوعظ بجامع الخليفة، ودَرَّس بالنِّظامية، وكان له عند الخليفة والنَّاسِ جاه وحُرْمةٌ، لصيانته وعِفَّته ولزومه مسجده (?).
[قال جَدِّي رحمه الله: وسمعته ينشد: [من الخفيف]
دَعْ جُفوني يحقُّ لي أَنْ أَنُوحا ... لم تَدَعْ لي الذُّنوبُ قَلْبًا صحيحا
أَخْلَقَتْ بَهْجتي أكفُّ المعاصي ... ونعاني المشيبُ نعْيًا فَصِيحا
كلَّما قلتُ قد برا جُرْحُ قلبي ... عادَ قلبي من الذُّنوبِ جريحا
إنما الفوزُ والنَّعيمُ لعبدٍ ... جاءَ في الحَشْرِ آمنًا مستريحا
وكانت وفاته ببغداد في صفر، ودفن بمقبرة الوردية، وقيل: إنه مات في سنة سبع وعشرين (?) وخمس مئة. كذا قال جدي في "المنتظم" (?)، وقال: هو محمد بن أحمد