[قلت: وهذه الحكاية تدل على مكارم أخلاق العزيز، ولا يوجد مثلها في السمع والأراجيز، وكم له من فضائل وفواضل عديدة، وقد استوفى العماد أخباره في "الخريدة"، وكان الواجب ذكره في أول "الخريدة"] (?).

بُوري بن [أتابك (?) طْغتِكين [صاحب دمشق] (2) (?)

كان حليمًا شجاعًا شَهْمًا [وذكره جماعةٌ في تواريخ الشام، منهم الحافظ ابن عساكر، فقال: ] (2) ولد في رمضان سنة ثمانٍ وسبعين وأربع مئة، وولي إمرة دمشق بعد موت أبيه سنة اثنتين وعشرين وخمس مئة، وكانت سيرتُه سيرةً قريبة، وكان فيه سماحة، وقَتَلَ أبا علي بن المَزْدَقاني والإسماعيلية، [ولم يزل واليًا على دمشق حتى وثب عليه اثنان من الباطنية يوم الخميس لخمسٍ خَلَوْن من جمادى الآخرة، وقيل: يوم الاثنين حادي عشرين رجب من سنة ست وعشرين وخمس مئة] (?).

وقال [غيرُ] (2) ابنِ عساكر: بعث إليه الإسماعيلية رجلين، فضرباه بالسَّكاكين، وقد خَرَجَ من الحَمَّام، وهو مُلْبِس (?)، فأثَّر فيه بعضَ الأثر. وكان قد اعتقل وجيه الدولة بن الصُّوفي، فَعَلِمَ أَنَّ الصواب معه في تتَبُّعِ الباطنية، فأَطْلَقه، ورده إلى رياسته، وأقام ينتقض عليه الجُرْحُ تارةً، ويندمل تارة، [فلما كان في رجب من هذه السنة انتقض عليه، فمات] (2).

ولما احْتُضِرَ أوصى إلى ولده شمسِ الملوك إسماعيل، فكانت ولايتُهُ ثلاثَ سنين وشهورًا.

وقد مدحه ابنُ الخَيَّاط فقال: [من الطويل]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015