ليتَ الفِراقَ لم يكُنْ ... يومَ دعا فأَسْمَعا (?)
وقال من جملة قصيدة: [من المتقارب]
كأنِّي نَظَرْتُ وقد شِمْتُهُ ... ديارَ الأَحِبَّةِ مَغْنًى فمَغْنَى
فَبُحْتُ ومَن خانه صَبْرُهُ ... فليس لِكتْمانِهِ الحُبَّ معنى
وماذا على مُدْنَفٍ بالعراق ... تذكَّرَ بالرَّمْلِ عهدًا فحنَّا
وإنِّي لكلِّ شَجٍ عاذِرٌ ... إذا ناحَ مِنْ طَرَبٍ أو تَغَنَّى
ولي مهجةٌ قُرِنَتْ بالأَسى ... إلى جَسَدٍ ظاهر الضُّرِّ مُضْنى
إذا ذَكَرَتْ عَهْدَ أُلافها ... أَجَدَّ لها ذلك الذِّكْرُ حُزْنا
سقى الله أَرْبُعَنا بالحِمى ... وإن كُنَّ بُدِّلْنَ بالسَّكْنِ سَكْنا
وحيَّا وجوهًا عَهِدْنا بها ... وإنْ حَجَبَتْها يدُ البَينِ عنَّا (?)
وقال: وقد حَجَّ سنةَ ثلاثٍ وتسعين وأربع مئة: [من المديد]
ذَكَرَ الأَحبابَ والوَطَنا ... والصِّبا والإِلْفَ والسَّكَنا
فبكى شَجْوًا وحُقَّ له ... مُدْنَفٌ بالشَّوقِ حِلْفُ ضَنَى
أبعدَتْ مرمًى يدٌ رَجَمَتْ (?) ... مِنْ خُرَاسانٍ به اليَمَنا
مَنْ لمشتاقٍ تُمَيِّلُهُ ... ذاتُ أَيكٍ مَيَّلَت فَنَنا
لم تعرِّضْ في الحنين بمَنْ ... مسعدٌ إلَّا وقلت أَنا
لكِ يَا ورقاءُ أُسوةُ مَنْ ... لم تُذِيقي طَرْفَه الوَسَنا
بكِ أُنسي مِثْلُ أُنسِكِ بي ... فتعالي نُبْدِ ماكَمَنا
نتشاكى ما نُجِنُّ فإنْ ... نُحْتِ شَجْوًا صحتُ واحَزَنا
أنا لا أنتِ البعيدُ هوًى ... أنا لا أنتِ الغريبُ هُنا
أنا فَرْدٌ يَا حَمَامُ وها ... أنتِ والإِلْفُ القرينُ ثُنَا
إسْرَحا رَأدَ النَّهارِ ضحًى ... واسْكُنا جُنْحَ الدُّجى غُصُنا