فصل وفيها تُوفِّي
أبو إسحاق الغَزِّي الكلبي، وقيل أبو القاسم، وقيل أبو مَرْثَد (?)، الشَّاعر.
ولد بغَزَّة سنة إحدى وأربعين وأربع مئة، وكان أحدَ فضلاءِ الدَّهْر، انتقل إلى العراق، وخرج إلى خُرَاسان، وكَرْمان وفارس وأَصبهان، وامتدح [بها] (?) جماعةً من الرؤساء [والأعيان] (3)، وانتشر شِعْرُه هناك.
[وقد ذكره ابنُ السَّمعاني في "الذيل" والحافظ ابن عساكر في "التاريخ" والعماد في "الخريدة"، وقال ابن عساكر: وقد اختلفوا في كنيته، فقيل أبو القاسم، وقيل أبو إسحاق، وقيل: أبو مَدْيَن (?)، الكَلْبي، شاعرٌ مُحْسِنٌ مجيدٌ] (?).
وأثنى عليه العماد الكاتب، فقال: وكم له من حِكْمةٍ مُحْكَمَةِ النَّسْج، وفِقْرَةٍ واضحةِ النَّهْج، وكلامٍ أحلى من منطق الحسناء، [وأ] على [من] منطقة الجوزاء، وقصائد كالفرائد، وقلائد كعقود الخرائد، وغُرَرٍ حِسان، ودُرٍّ ومَرْجان، وذكر كلامًا طويلًا (?).
وقال ابنُ السَّمْعاني: خَرَجَ الغَزِّي من مَرْو يريد الحج، فتوفيَ في الطَّريق، فَحُمِلَ إلى بَلْخ، فَدُفن بها، وكان يقول: إنِّي لأَرْجو أن يعفو الله عني لأني شيخٌ مُسِنٌّ قد جاوزتُ الثمانين سنة، وأنا من بَلَدِ الإِمام الشَّافعي، وغريبٌ.