منها الخيرات، وعَمَّتِ البركات.
وأَسَرَّ بوري في نفسه من أمر الباطنية ما لم يُبْدِه لأحد عندما قويت شوكَتُهُمْ، فلما مكَّنه الله منهم أوقعَ بهم، وكان بَهْرَام داعيهم في بانياس، قد بَثَّ دُعاته في سائر الجهات، واستغوى خَلْقًا كثيرًا، وشَرَعَ في قَتْلِ الأعيان والزهَّاد، والوزير يساعِدُه على أغراضه لتكون أيديهما واحدة، وبُوري غير راضٍ بذلك، بل تبعثه السِّياسة على الصَّبْر، وكان بنو جندل في وادي التَّيم هم الأعيان، فاحتال على برق بن جَنْدَل حتَّى صار في يده، وكان شابًّا شجاعًا، حَسَنَ الصُّورة، فقتله صَبْرًا، وكان له أخٌ يقال له ضَحَّاك، فاتَّفق مع أهله، وتعاهدوا على قتال بَهْرام، فحشد وخَرَجَ من بانياس قاصدًا إليهم، وكانوا مستعدِّين للقائه، فنزل قريبًا منهم في خيمةٍ، واستعدَّ للزَّحْف إليهم، فجاؤوا بقَضِّهم وقَضِيضهم، وهَجَموا عليه الخيمة، وقطَّعوه إرْبًا إرْبًا، وقتلوا أصحابه، ولم يُفْلت منهم إلَّا الشَّريد، وقام بعده رفيقُه إسماعيل العَجَمي، وجرى المَزْدَقاني معه على عادته مع بَهْرام لكن قَلُّوا وضَعُفوا، فحينئذٍ أخذ بُوري في استئصالهم، وأوقع بالوزير، وسنذكره إن شاء الله تعالى في السَّنة الآتية (?).
زوجة طُغْتِكِين والدةُ بُوري.
كانت صالحة، كثيرة الخيرات، [قال أبو يعلى بن القلانسي: إنها توفيت في هذه السنة] (?)، ودُفنت في قُبَّتها التي بنتها خارجَ بابِ الفراديس.
أبو محمَّد الواعظ، [ويعرف بابن زينة] (?).