والسُّلْطان الموكبيين وأرباب الدولتين بلقائه، فلم يتخلَّف عنه أحد، وأكرمه الخليفة والسلطان، وأقام ببغداد أيامًا، واعتذر بالفرنج، فَخَلَعَ عليه الخليفةُ والسُّلْطان، وكتبا له منشورًا بالشَّام، فعاد إلى دمشق، وقد تبدَّلَتْ تلك الوَحْشة أُنسًا. وقيل: إنما دَخَلَ بغداد سنة تسعٍ وخمس مئة (?).

وفيها تُوفِّي

الأَمير أحمديل (?)

صاحبُ مَرَاغة، كان في خِدْمته خمسةُ آلاف فارس، وإقطاعه أربع مئة أَلْف دينار، وكان شجاعًا جَوَادًا، ولما قَدِمَ طُغْتِكين بغداد كان يحضُر كلَّ يومٍ إلى دار السُّلْطان مع الأمراء إلى الخِدْمة، فبينا هو جالسٌ ذاتَ يوم في الدار، وإلى جانبه أحمديل الرَّوَّادي (?) تقدَّم رجلٌ ومعه قِصَّة، فسأل أحمديل إيصالها إلى السُّلْطان، فمدَّ يده ليأخذها، فضربه بسِكِّين، فأخذه أحمديل وتركه تحته، وجاء آخر فَضَرَبَ أحمديل، وقال: شاباش (?). كأنَّه استحسن فِعْل الأَوَّل، وجاء ثالث وصاح: شاباش، وضَرَبَه، وقتِلُوا، وظَنَّ الحاضرون أَنَّ المُراد طُغْتِكِين، وكان أحمديل قد أنكى في الباطنية [فَقُتِلَ] (5) وتفرَّق النّاس، وهذا إقدامٌ من الباطنية لم يُقدموا [على] (?) مِثله في دار السُّلْطان،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015