وغيرِها من البلاد، وأمر لهم أتابك بإطلاق ما يستدعونه لسفرهم، واستصحبوا معهم أمواله وجواريَه، وأسبابه، ولم يزل مدفونًا حتَّى بعثتْ زوجتُه وولدُه من المَوْصِل في شهر رمضان مَنْ حَمَلَه في تابوتٍ إلى المَوْصِل، وشيَّعه أتابك إلى الثَّنِيَّة (?).
وكان سأله أتابك يوم جُرِحَ أَنْ يُفْطر وكان صائمًا، فلم يفعل، وقال: والله لا لَقِيتُ الله إلَّا صائمًا.
وكتَبَ بغدوين ملك الفرنج إلى طُغْتِكِين: إنَّ أمةً قتلَتْ عميدَها في يوم عيدها في بيتِ معبودها لحقيقٌ على الله أن يبيدَها (?).
وقيل: إنَّ هذه الواقعة كانت سنة خمسٍ وخمس مئة، وذكر بعضُهم أَنَّ أتابك خافَ منه فوضَعَ عليه مَنْ قَتَلَه، وليس بصحيحٍ، فإنَّه كان أحَبَّ النَّاس له، وحَزِنَ عليه حُزْنًا عظيمًا، وشَقَّ ثوبه عليه، وجَلَسَ في عَزَائه سبعةَ أيام، وتصدَّق عنه بمالٍ جزيل.
وبلغ السُّلْطان [محمد شاه] (3) ما جرى، فأقطع المَوْصل والجزيرة لآق سُنْقُر البُرْسُقي، وأمره بتقديم عمادِ الدِّين زَنْكي [والد نور الدين محمود رحمة الله عليه] (?) والرجوع إلى إشارته لما ظَهَرَ منه من النَّهْضة والكفاية ويُمْنِ النَّقيبة (?).
فيها كانت زلزلة عظيمة بالجزيرة، هَدَمَتْ مُعْظَمَ أسوار الرُّها وحَرَّان، ووقعتْ دورٌ كثيرة، وحرقتِ الفرات، فهدمت في بالس مئة دار، وقلبت بنصف القلعة، وخَسْف بسُمَيساط وغيرها (?).